ضربات المقاومة انهاك وارباك فاضح للكيان
من اهم العوامل التي تربك الكيان الصهيوني وتجعله يتخبط في مواقفه هو الصمود البطولي للمقاومين في غزة وجنوب لبنان وتسديد ضرباتهم الناجحة وهكذا استهدافهم للمواقع العسكرية في العمق الاسرائيلي عبر المسيرات والصواريخ النوعية التي باتت تنخر الجسد الاسرائيلي وبنيته العسكرية بشكل مريع لذلك يتكتم عليه الكيان الصهيوني بشدة لئلا تنفلت الامور داخل المجتمع الاسرائيلي ويعجل في انهياره.
فبعد 42 يوما من الحرب البرية التي شنها الاحتلال لاختراق ارض الجنوب اللبناني عبر اكثر من ستة فرق عسكرية وتحمله الكثير من الخسائر البشرية والعسكرية لازال اليوم عند نقطة الصفر الحدودية وهذا هو الفشل التام واعلان الهزيمة. وللتغطية على هزائمه وانتكاساته دخل في سلسلة من التناقضات التي تعريه تماما وتفضحه على الملأ مرة باعلانه بانه انهى مهمة الحرب البرية ومرة اخرى بانه قضى على 90% من امكانات حزب الله، ليدفع باعلامه ان يتحدث عن وقف اطلاق النار في لبنان من خلال الاتصالات الجارية عبر الوسطاء. غير ان تصريحات رئيس اركان الجيش الصهيوني مؤخرا والذي اكد عن نية جيشه بتوسيع الحرب البرية في مناطق اخرى من الجنوب اللبناني.
نسف كل هذه التخرصات والتصريحات والتسريبات لوسائل الاعلام الاسرائيلية.
فكل التسريبات الاسرائيلية ومعها الغريبة التي تتحدث عن وجود مناقشات لوقف اطلاق النار في لبنان هي مجرد اوهام للاستهلاك المحلي والحيلولة دون مزيد من الانهيار في المجتمع الصهيوني خاصة المستوطنين الذين من هربوا الجبهة الشمالية وانقطعت بهم السبل وهم اليوم يشكلون عبئا كبيرا على الكيان ويضغطون بشكل متزايد على نتنياهو الذي يناور ويكذب عليهم بوقاحة وصلافة بان المفاوضات جارية على قدم وساق وربما تصل الى النهاية خلال ايام واسابيع.
كل هذه المناورات والتسريبات هي لعبة وليست الا. فالحياة السياسية لنتنياهو مرهونة باستمرار الحرب واذا ما انتهت ستنهى حضوره السياسي الى الابد وسيودع السجن لملفات الفساد الكثيرة التي تلاحقه.
لكن هذه الحالة التي يناور عليها نتنياهو لن تستمر طويلا لان الحالة الداخلية الضاغطة عليه و من مختلف الاصعدة خاصة العسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية خاصة عوائل الاسرى الاسرائيليين لا تسمح له بالمناورة كثيرا.
فالحالة هذه باتت تضيق الخناق على نتنياهو بشدة وليس من السهولة ان يستمر في الاعيبه السياسية، فالوقت ليس بصالحه لان ما يدور في جبهتي غزة والجنوب اللبناني وسائر جبهات الاسناد باتت تنهكه وترهقه بشدة لتصاعد الخسائر الكبيرة التي يتحملها ويتكتم عليها خوفا من التعجيل في انهيار المجتمع الاسرائيلي الا ان قدر هذا الكيان هو الزوال الحتمي والذي بات قاب قوسين او ادنى لان المرحلة الايلامية التدريجية المتصاعدة من المقاومين في كل الجبهات باتت تؤتي اُكلها باذن الله سريعا.